طرفة بن العبد
وهو طرفة بن العبد بن سفيان، كان في حسب من قومه شجاعا جريئاً، وكان لا يهاب هجاء أي كان من قومه أو من غيرهم. كانت أخته قد تزوجت عبد عمرو بن بشر، فاشتكت يوما لأخيها من زوجها فقال فيه:
ولا عيب فيه غير أن له غنى *** وان له كشحاً إذا قام اهضما
فبلغ ذلك عبد عمرو فكتب إلى عامله في البحرين يأمره بقتله، ففعل. وقد كان عمر طرفة وقتها عشرين سنة ولذلك لقب بابن العشرين. ويقال بان اسمه عمرو ولقب طرفة ببيت قاله.
ويقال بأن لبيداً مر يوماً بمجلس لنهد بالكوفة، وهو يتوكأ على عصا، فأرسلوا إليه فتى يسأله: من أشعر العرب؟ فقال: الملك الضّليل (امرؤ القيس)، قال: ثم من؟ فأجابه: ابن العشرين، قال: ثم من؟ فرد عليه: صاحب المحجن (يعني نفسه).
قال فيه أبو عبيدة: طرفة أجودهم واحدة، ولا يلحق بالبحور، يعني امرؤ القيس وزهيراً والنابغة، ولكنه يوضع مع أصحابه: الحارث بن حلزة، وعمر بن كلثوم، وسويد بن أبي كاهل. ومما سبق إليه طرفة قوله:
ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا **** ويأتيك بالأخبار من لم تزود
من جيد شعره:
وأعلم علماً ليس بالظن أنــــــه *** إذا ذل مولى المرء فهو ذليل
وان لسان المرء ، مالم تكن لـــه *** حصاة ، على عوراته لدليل
وان امرءاً لم يعف يوماً فكاهة *** لمن لم يرد سوءاً بها لجهول