منتدى مدرسة دار السلام بالرقة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى مدرسة دار السلام بالرقة


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 متى تنام هذه الوردة الحمراء....؟ خليل هنداوي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Ahmad
عضو مميز جدا
عضو مميز جدا
Ahmad


عدد المساهمات : 36
نقاط : 108
تاريخ التسجيل : 26/01/2011
العمر : 27
الموقع : سورية_الرقة

متى تنام هذه الوردة الحمراء....؟ خليل هنداوي Empty
مُساهمةموضوع: متى تنام هذه الوردة الحمراء....؟ خليل هنداوي   متى تنام هذه الوردة الحمراء....؟ خليل هنداوي Emptyالإثنين يناير 31, 2011 6:55 am

متى تنام هذه الوردة الحمراء....؟ خليل هنداوي


كان الوقت منتصف الليل عندما عدت الى غرفتي في الفندق لأستريح , كان الضوء ساطعا في الغرفة , و لكني لم أجد إنسانا
أين ذلك الإنسان الذي أضاء الغرفة ؟
إلى جانب السرير الثاني الذي عهدته خاليا حقيبة جلدية سوداء صغيرة
لا بد أنا ضيفا مثلي نزل في الغرفة و لكن أين هو؟
بعد قليل رأيته بقامته العالية مما يدل على أن ضيفي في ميعة الشباب
كان لابد من إلقاء التحية , ثم يسود الصمت لحظات ثم يبدأ الكلام .
ها , إن صاحبي من فلسطين يعيش الآن في الضفة الغربية المحتلة , إن كونه فلسطينيا يكفي لأن يتسع مجال الكلام بيني و بينه .
بدأ ينطق بينما يداه تفتحان الحقيبة الجلدية أخرج زجاجة , ثم وضعها على ظهر الحقيبة ,ماذا تحوي هذه الزجاجة ؟
لعله طيب يتعطر به و لكن حدقت في باطن الزجاجة فإذا وردة حمراء مشى فيها الذبول .
وردة؟ و ما شأنه بالوردة الحمراء الذابلة يودعها هذه الزجاجة؟
و كأنه عرف ما يدور بداخلي بشأن الوردة فقال بصوت متهدج:
إنها وردة , أجل ’ و لكنها عزيزة علي , يمكن أن تكون أثمن ما حملت الى الآن
فقلت له على سبيل المزاح :
لا شك في أنها أهدتك إياها فتاة حسناء أليس كذلك؟
فقال:
هذا ما يوحي إليك ظاهرها و لكن قصتها أعمق من ذلك , ليست كل وردة تعني الحب
لقد أثار كلامه في نفسي الحيرة حتى أيقنت بأن وراء هذه الوردة قصة يعجز خيالي عن إدراكها
أجل أيها الصديق المجهول إن هذه الغرفة تشبه كل فلسطيني نازح ينزل في كل مكان و لكن لا يترك أثر في كل مكان
التفت إلي بكل ما أملك من حواسي و قد غاب عني وجود الوردة لكنه راح يكمل القصة .
_ أنا واحد من أفراد القافلة الأولى التي نزحت عن أرضها , كان لنا بيت في يافا و في هذا البيت غمر عيني الصغيرتين نور الحياة و حين نزح أهلي كني طفلا صغيرا حتى نزلنا على ضفة الأردن في خيام متراكمة ثم انتقلنا إلى بيت من حجر لكن صورة بيتنا الأول لا تزال عالقة في ذهني و عندما أذن لنا العدو في زيارة واحدة , فأحببت أن أذهب الى ذلك البيت الذي نشأت فيه .
في الطريق كان صاحبي يتكلم بهدوء و أنا أصغي إليه مشدودا بلهجته و في أثناء ذلك كنت أتساءل في نفسي و ما شأن الوردة ؟
لكنه قطع علي تساؤلي و مضى يتم حديثه :
قبل شهر كانت سيارة زرقاء تحملني مع فئة من الركاب لا أعرف واحد منهم ربما كانوا مثلي أصحاب بيوت ضائعة يريدون زيارتها , و أنا حاولت أن أفتح مجالا لأي حديث لأن الصمت في السفر يخيفني و بدأت السيارة تجتاز السهل الساحلي و بدت علي أشجار الليمون و من ثم على حدود الرملة كتل حديد أسود متراكمة فقال أحد الركاب :
إنها مقبرة السلاح في الحرب الاخيرة
_ مقبرة؟ أمضني هذا الاسم كثيرا و بعد قليل اقتحمت السيارة يافا فتوترت أعصابي , نعم إنها المدينة التي قضيت فيها مولدي و كانت موطن آبائي و أجدادي و ها أنا الآن قد وصلت إليها , ليس في المدينة ما تغير كأنها في وجها القديم و الذي تغير فيها وجوه السكان و لهجاتهم أما الوجه العربي فما زال يلوح بشوارعها .
مشيت وحدي على استحياء و بعدها قصدت الحي الذي ينهض فيه بيتنا .كانت العيون ترنو إلي
لأن الغريب لابد أن يبدو غريبا مالي و للعيون؟
و لماذا أشعر بالغربة في أرصي التي ولدت فيها ؟
ثم بلغت بيتنا هممت بأن ألثم جدرانه و عتبة بابه و لكن لماذا ألفت أنظارهم إلى ما أفعل ؟و هل يكون في أنظارهم إلا الشماتة بي؟
وقفت على باب بيتنا و رفعت يداي و هما ترتجفان ,الحق أني فكرت بالرجوع و الاكتفاء بما رأيت و لولا أني تذكرت مشقة السفر ,لابد أن أدخل البيت زائرا أو عابرا ,ضغطت على الزر فرن الجرس رنينا عميقا , الجرس هو الشئ الوحيد الذي تغير في بيتنا إلا أن فتحت لي امرأة نصف في عمرها لقد راعني منظرها الصارم و سألتني بلهجة صارمة :
من أنت ؟ و ماذا تريد؟
_ ماذا أريد ؟ هل يسأل صاحب البيت عما يريد من بيته ؟و قلت لها:
_ أيتها السيدة إنني فتى من عائلة تملك هذا البيت
_ و لكن لا عائلة تملكه سواي يا فتى
_ لك الحق أن تقولي ذلك لم أجئ لأنزع منك البيت
_ و لماذا جئت إذا ؟
_ جئت أزور بيت أجدادي و آبائي , هذا البيت الذي ولدت فيه , و الإنسان متولع ببيت الطفولة , هل تسمحين لي بزيارته؟
_ لا
_ و لكن ألا تثقين بكلامي ........؟ألا تعتقدين بأني صاحب البيت ؟
_ أنا واثقة بأنك صاحبه .أما الآن فأنا صاحبته و عندما تستطيع أن تطردني منه فهو لك

اقشعر جلدي و أنا أصغي اليه ثم أخذ يكمل :
وقفت واجما أمام هذه المرأة المتوحشة لا أملك سوى دمعتين حائرتين . آآآآه لو كان بيدي مسدس أو بندقية و لكني شعرت بهذه الحالة أنني تافه غير جدير في أن أملك حجرا واحدا ثم سكت قليلا و قلت:
أما من شئ تسمحين لي بأن أحمله من هذا البيت ؟
فأجابت بسخرية؟
_ لا أريد أ يذهب تعبك سدى ماذا تريد؟و التفت إلى فناء الغرفة و الأزهار الموجودة هناك , و فجأة لاحطت وردة حمراء تشرق من بين الأزهار فقلت:
_هل لي بهذه الوردة؟
_ لك ذلك على أن تدفع ثمنها ليرتين اسرائيليتين

تجددد نفور الدمع في عيني حتى الوردة سأدفع ثمنها ؟
و أعطيتها ليرتين و بعدها أخذت الوردة و بدأت أشمها و أقبلها

الآن ظل صاحب البيت الحقيقي في الشارع خارج بيته , و سألت نفسي (لماذا آثرت هذه الوردة على كل شئ ؟
و هل كنت في موضع تمتع بجمال ؟ألم تسخر مني تلك المرأة عندما دفعت ليرتين ثمنا لوردة ليس لها معنى في نفسها؟ألم أكن أجدر يتقديرها لو وفرت هاتين الليرتين لشرا طلقات لمسدس أصبها على من اغتصبوا بيتي؟)
و لكني مع هذه القسوة التي عاملتني بها أقدرها لأنها علمتني درسا لا أنساه طيلة عمري و هو :
ليس صاحب البيت من يرث البيت و لكن صاحبه من يدافع عنه و يحميه و لا يخرج منه إلا جثة هامدة , أجل لا بد أن أعود كما آرادت تلك المرأة لا لأحمل وردة . بل لأجعل الوردة جمرة حمراء تشتعل في وجه الأعداء .



و هنا سكت صاحبي و أنا أشعر أن في أعماقه نارا تتوهج و بعد صمت تقاسمناه معا قال:
هذه قصة الوردة التي تشاهدها في هذه الزجاجة و لكني أراها أبعد من ذلك أراها رمزا للنار التي لابد أن نشعلها و متى اشتعلت فثق بأني أصبح صاحب البيت .
و أطفأ صاحبي النور و أغمضنا عيوننا . بينما ظلت الوردة مستيقظة تتلامح بلونها الأحمر و نمنا و لا أحد يدري منا متى تنام هذه الوردة الحمراء؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالرزاق الحمد
Admin
عبدالرزاق الحمد


عدد المساهمات : 65
نقاط : 144
تاريخ التسجيل : 10/12/2010
العمر : 50
الموقع : سورية -الرقة

متى تنام هذه الوردة الحمراء....؟ خليل هنداوي Empty
مُساهمةموضوع: مساهمة رائعة شكر ا لك   متى تنام هذه الوردة الحمراء....؟ خليل هنداوي Emptyالثلاثاء فبراير 01, 2011 9:19 am

مساهمة رائعة شكر ا لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://daralsalam.ahlamountada.com
 
متى تنام هذه الوردة الحمراء....؟ خليل هنداوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خليل الهنداوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى مدرسة دار السلام بالرقة  :: كل ما يخص الطالب :: موقع قبول الواجبات المدرسية-
انتقل الى: