بعد العاصفة
كلُّ الذي أبقته تلك العاصفهْ هذي السحابة في السماء الصائفهْ
ألقتْ على ألقِ النجومِ ذيولها فتهافتتْ أنوارها المتراجفه
وعلى مياهِ النهر مدَّتْ ظلها فتسللتْ في شاطئيه خائفه
مَن أطفأ البرق الذي هتكَ الدجى ومضاً ، ومن لجم الرعودَ القاصفه؟
والريح هاتيكَ التي اعصارها هزَّ الدُّنى ، أنَّى ترامت واجفه
إنَّّ الرياح على الأديم تبعثرت وتمزّقت نسماً قواها الجارفه
أما الرمالُ فانّها آبتْ إلى كثبانها تحت الدجى المتكاثفه
وغداً سينبلج الصباحُ وتلتقي زمرُ الطيور على الأشعة هاتفه
ويسيلُ ماء النهر معتذراً إلى شطئانه من إثم أمس السالفه
وغداً سينطلق الرعاةُ كأنما تلك الزوابعُ لم تجلجل عاصفه
حتى السحابة في الصباح ستنجلي وتحور طلاً في الجنانِ الوارفه...
يا قلبيَ المحزون عاصفةٌ مضت فإلى متى تشقى بهذي العاطفه
أو ما ترى الاصباح جاءت بلسماً للمسهدينَ على الكلوم النازفه
طلعَ الصباحُ على جراحِك فابتسمْ للفجر إذ غسل الحنايا الراعفه
وامسح دموعَك في الظلام سكبتَها لا تبصر الأنوار عينك ذارفه