يحكى أنه كان هناك حصان يزور صديقه كل يوم ،ويسران على المرج الأخضر،ويفرح الصديق بمجيء صديقه إلى المرج،وذات يوم تأخر الحصان عن زيارة صديقه ،وظل ينتظر حتى يأس من حضوره للقاء بعضهم ،فذهب إلى طرف الغابة حيث يعيش، فوجده راقدا على العشب،يتنفس بصعوبة وكأنه يحتضر، صهل أمامه وحدثه عن العلة التي أصابته ، ظل ساكتا كالحجر فأسرع وأحضر صديقه الطبيب من الطرف الآخر من الغابة ، ففحصه الطبيب بتمهل، وقال:يحتاج لزهرة تشفيه من علته وهذه الزهرة تتواجد فوق الجبل الغربي، فعزم الصديق على نجدة صديقه وقت الضيق همس لصديقه أن يصبر على المرض فهو امتحان من الله له، وسيعود بعد ساعة فصهل وقفز وهز برأسه وانطلق كالسهم باتجاه الجبل الغربي، التقى بالريح، حدثها عن مرض صديقه الشديد، فدفعته الرياح بقوة وأسرع إلى صعود إلى رأس الجبل الذي موجود فيه تلك الزهرة التي وصفها الطبيب لصد يقه المريض في طرف الغابة، قطع الزهور وحملها معه، وقفز عائدا نازلا من الجبل، ركض وقفز الأمتار بلا خوف حتى وصل ، كان صديقه
حتى يزرق، ولم ينقطع نفسه ويموت أثناء غيابه، أعطاه الزهور، فقضمها بإنهاك، ومال على جنب ظن الصديق أن صديقه مات
ولفظ أنفاسه الأخيرة، صاح بصهيل اهتزت له الغابة،وبكى
فوق رأسه، ثم رآه يتحرك قليلا ويعتدل في جلسته على العشب الأخضر: سأل صديقه الذي أحضر الزهور كدواء له ولقلبه وابتهج بعودة الحياة إليه وتمنى له الخير، وقررا السكن في طرف الغابة
حتى لا يموت أحدهم لوحده ولا أحد يشعر به وسارو على العشب وأكلا وناما في مكان واحد0